«رقية وفريدة».. إثيوبيتان تجسدان معاناة النساء المهاجرات من الاستغلال
«رقية وفريدة».. إثيوبيتان تجسدان معاناة النساء المهاجرات من الاستغلال
دعت العديد من المنظمات الحقوقية والنسوية العالم إلى التضامن مع الناجيات وإدانة جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات، ومع استمرار الأزمات، تبرز الحاجة إلى مزيد من الدعم لضمان حقوق الإنسان وحمايتها على طول طرق الهجرة الخطرة.
جاء ذلك بمناسبة حملة الـ16 يومًا من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، التي انطلقت اليوم 25 نوفمبر الذي يوافق اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة،
ونشرت منظمة الهجرة الدولية، مجموعة من قصص الناجيات منها رقية (اسم مستعار) التي عانت من ضائقة شديدة في إثيوبيا، حيث أدى مرض والدها الخطير إلى تراكم الفواتير الطبية الثقيلة على عائلتها، دفعتها هذه الظروف القاسية، إلى جانب نصائح أصدقائها الذين هاجروا، إلى اتخاذ قرار بمغادرة منزلها في منطقة أمهرة والانتقال إلى جيبوتي بحثًا عن عمل.
وعود كاذبة
استعانت رقية بالمهربين المحليين، حيث دفعت لهم 15 ألف بر إثيوبي (نحو 84 دولارًا أمريكيًا) مقابل وعود كاذبة بتأمين المأوى والطعام خلال الرحلة.
واجهت رقية رحلة شاقة عبر إثيوبيا، مع تعرضها للجوع والعطش وظروف غير إنسانية، تقول: "في أحد الأيام، أصبت بجرح خطير في ساقي، وتركني المهربون خلفهم.. لم يكن أمامي خيار سوى الاستمرار بمفردي".
وصلت رقية إلى جيبوتي بعد رحلة قاسية، لكنها لم تكن نهاية المعاناة، تعرضت للاعتداء الجنسي أثناء رحلتها، واكتشفت أنها حامل فور وصولها، وبعد ولادة طفلتها، أحالتها السلطات المحلية إلى المنظمة الدولية للهجرة، التي قدمت لها الدعم الطبي والمأوى المؤقت، بينما لا تزال الجهود مستمرة لتتبع عائلتها في إثيوبيا ولم شملهم.
عنف متعدد الأوجه
لم تكن قصة رقية الوحيدة التي تعكس معاناة النساء المهاجرات، فريدة (اسم مستعار)، وهي أم شابة لثلاثة أطفال، اضطرت إلى مغادرة منزلها في إثيوبيا بعد أن عانت من الفقر والمشكلات الزوجية، كانت تكسب رزقها المتواضع من بيع القات، لكنها واجهت عنفًا اقتصاديًا من زوجها، الذي طالب بأرباحها بالكامل.
تقول: "عملت بجد لإحضار زوجي إلى جيبوتي، لكنني أُجبرت على شراء آلات خياطة له بقيمة 25 ألف فرنك جيبوتي (نحو 140 دولارًا أمريكيًا)، ولم يُسمح لي بالاحتفاظ بسنت واحد من أرباحي".
أخذ زوجها راتبها بالقوة وأخضعها لسيطرته، ما جعلها عاجزة تمامًا ماليًا، دفعتها هذه المعاناة إلى ترك زواجها بمساعدة صاحب عملها، حيث تم إحالتها إلى المنظمة الدولية للهجرة.
قدمت المنظمة لفريدة وابنتها خديجة مأوى مؤقتًا ودعمًا نفسيًا واجتماعيًا.
استجابة المنظمة الدولية للهجرة
تعمل المنظمة الدولية للهجرة على دعم النساء مثل رقية وفريدة، من خلال تقديم المساعدة الصحية والنفسية والاجتماعية والغذائية، بالإضافة إلى دعم إعادة الإدماج للعائدين إلى ديارهم.
لكن الجهود تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل، في عام 2024، حصلت خطة الاستجابة للمهاجرين في منطقة القرن الإفريقي فقط على 19 مليون دولار من أصل 112 مليون دولار مطلوبة، ما يترك فجوات حادة في تقديم الدعم للمهاجرين والمجتمعات المضيفة على طول الطريق الشرقي.